الفصل السادس: دوامة أعصاب
ركبت نورة السيارة بسرعة و حاسة بالصدمة بس هدأت من نفسها شوي..
تمت طول الطريق ساكتة و هي مركزة و تهز رجلها..
إستوعبت و ردت للدنيا لما وقفت السيارة بجنب البيت.. طالعت نورة يمين و شمال و
بعدين نزلت من عند السيارة و دخلت البيت.
فتحت نورة الباب و بسرعة ركضت فوق غرفتها و ردت الباب من وراها..
عمتها طلت من المطبخ لأنها سمعت صوت نورة و هي تدخل البيت.. بس إستغربت ليش ما
يات و سلمت عليها
قررت أنها تركب لها فوق.. وقفت سلوى عند باب نورة و طقت عليها طقتين
سلوى: نورة.. نورة انتي هنا؟
كانت نورة ساكتة و ما ترد عليها..
سلوى قامت تطق على باب مرة ثانية..
سلوى: نورة!
نورة فتحت الباب و وقفت تطالع عمتها ناطرتها تقول اللي عندها
سلوى: ما تبين غداك؟؟
نورة: مو جوعانة.. حطيه لعقب..
توها نورة بترد الباب بس عمتها دزته و خلته مكانه مبطل
سلوى: أمس قلتي نفس الكلام.. و أنا كنت ناطرتك تجين و تاكلين بس ولا حتى شفتك من بعد مكالمتك مع هدى!!
نورة بحمق: يعني ما يصيير تغصبين أحد أنه ياكل إذا هو ما يريد!
سلوى ما صدقت اللي سمعته.. هذي أول مرة في ال3 الأشهر اللي تعرف نورة فيها ترد
عليها بهالطريقة.
سلوى بحمق: يعني ما راح تاكلي.. معليش.. ليش أعور قلبي! ما قول إلا جزاة الخير سواد
الويه!
و مشت عن باب نورة.. توها بتحط رجلها على عتبة الدرج إلا تسمع نورة ترد عليها.
نورة: أي خير! قولي لي.. أنتي ما تقصرين معاي بشي.. بس لأنك مطرة تعملين كل هالأشياء
لي.. مب حبا لي!
عمة نورة إلتفتت على نورة إلا تشوف عينها تدمع
سلوى: و مين قال إن كل اللي أعمله شي مطرة أعمله! ليش خذيتي هالفكرة عني؟! أنا
شسويت؟
نورة و هي تبكي: و أنا شسويت عشان يتخلى عني أبوي!
سلوى مشت لعند نورة.. "مين قال أن أبوك تخلى عنك.. هو يحبك!"
لما سمعت نورة جملة "أبوك يحبك" حست كأن سهم دخل قلبها..
و الألم بمعرفتها عن زواج أبوها رجع مرة وحدة كأنه صرخة قوية توجع الراس!
وقفت ساكتة في مكانها و عمتها تطالعها و هي مستغربة.. شاللي خلها توقف عن البجي!!
سلوى: نورة؟؟!
نورة: أنا راسي يعورني و أحسه بينفجر! و لازم أنام و إذا ما نمت راح أموت!
سلوى: نورة شفيك حبيبتي؟؟! شنو غيرك مرة وحدة و خلاك حزينة!؟؟
نورة: ولا شي.. بس ضغوط الدراسة مأثرة علي.. عن أذنك..
دخلت نورة داخل غرفتها و ردت الباب
عمتها بس وقفت عند الباب و هي ما عاجها الوضع اللي نورة فيه و الفكرة اللي هي ماخذة
عنها.. وقالت لنفسها: لازم أعمل شي يريح بالها!
كانت نورة غرقانة في النوم.. فالمشاكل اللي تعانيها ما ينعدون!
شجارها مع العنود و كل اللي صار بينها و بين عمتها أثر عليها و نساها سالفة مريم طبعا.
مرة وحدة حست بشي سنين يمشي على وجها.. كان إحساس ينرفز!
و هي نايمة و من غير ما تحس ضربت الشي بيدها..
بس ردت حست بنفس الشي بس هالمرة كان في إذنها.
و إلا مرة تقوم من النوم و تجلس في مكانها وهي فاتحة عين وحدة بس.. و ما تشوف إلا
بنتين واقفين جدامها..
ما لاحظت من هم بس سمعت ضحكات خفيفة. و لما فتحت عيونها إلا تشوف هدى و أمل
واقفين جدامها و هم شاقين الحلج و في يد هدى قلم رصاص شكله هو الشي اللي كان
منرفز نورة
نورة بصوت تعبان: هدى..؟؟ أمل..؟؟
ثنتينهم ردوا عليها أييييييي و هم يتضحكون
نورة حست بفرح غير طبيعي لما شافتهم
قامت من مكانها و لمتهم و هي مو مصدقة أنهم زايرينها هالحزة و في يوم دراسي.
نورة: ما تدرون أنا شقد فرحانة بشوفتكم!
أمل: أحنا أكثر يا نوري! وحشتينا!!
هدى: والله أنتي غبية دخلتي مسار العلمي.. عزبالك شاطرة وايد!
نورة: ههههه.. لا بس أدري أني أذكى منكم و ما حبيت أنافسكم في نفس المجال!
هدى: وووووووووووه!!! ما قول إلا فلحتي بهالغرور اللي فيك!
أمل و هي تشوف ساعتها: تأخرنا.. يلا نورة قومي تبرزي بسرعة
نورة و هي مستغربة من الكلام اللي أمل قاعدة توجه لها: ليش؟!! وين بنروح؟!!
هدى: كيف ما تدرين و عمتك هي اللي أتصلت فينا و أقترحت علينا الموضوع!
نورة: أي موضوع! و متى كلمتوا عمتي؟!!
أمل: عمتك إتصلت فينا و خبرتنا أن عندك شوية مشاكل مع المنهج فـــ..
هدى و هي تكمل على كلام أمل: إقترحت أن نروح دروس خصوصية عند إستاذ في المعهد
الجديد اللي فتحوه جنب مدرستنا أنا و أمل.
نورة: معهد! ليش نروح معهد إذا نروح المدرسة!
هدى: عشان نخرطها في المدرسة و نتعلم بطريقة مبسطة أكثر في المعهد طبعا!
أمل: ههههههههه.. و مين قال إن ما نخرطها في المعهد بعد!
هدى: أي والله و إنتي الصاجة.. بس هالسنة راح نعقل لأن نورة معانا.. يلا قووووومي يا
نورة بعد أقل من 10 دقايق الدرس!
نورة: لحظة أنا أصلا مجالي غير عن مجالكم! يعني دروسنا غير
أمل: لا يا حلوة.. المواد اللي سجلناها مثل العربي و الإنجليزي كل المجالات ياخذونها.. يلا
قومي يلااا!
لبست نورة عبايتها اللي أشترتها لها عمتها أول ما جات من مصر.. كانت مطرزة بخيوط
ذهبية على منطقة الظهر و قليل على اليدين.. و قامت و ربطت شعرها بربطة بنفس لون
الخيوط اللي في العباية.. و خذت معاها قلم و دفتر و نزلت تحت مع هدى و أمل.
طلعوا هدى و أمل برع البيت.. إلا نورة وقفت في مكانها تشوف عمتها و هي ماعطتها
ظهرها و كان المصحف بين يدها و تقراه.. حست نورة بالذنب لما قالت لعمتها أنها ما
تحبها.. فاللي سوته عشانها أحين بين لها أنها حقا تحبها و خايفة على مصلحتها.
مشت نورة و ركبت السيارة مع أمل و هدى.
وصلوا البنات عند المعهد.. نزلوا من السيارة و كان عند الباب كثير أولاد متجمعين..
هدى: من الأشكال اللي تدرس في هالمعهد أنا مو مرتاحة
أمل: ههههه.. أي والله
نورة دخلت المعهد مع أمل و هدى و هي منزلة راسها
لأن الأولاد اللي كانوا واقفين ما تم نغزة ما قطوها!
هدى: لازم نسأل المرأة اللي هناك في أي صف قاعد مدرسنا الخاص؟
هدى قامت و مشت عند المرأة اللي تشتغل في إستقبال المعهد
هدى: السلام عليكم
المرأة: و عليكم السلام.. كيف أساعدكم؟
هدى: والله أحنا سجلنا لدرس خصوصي بإسم..
و إستمرت هدى تناقش المرأة عن درسهم بس نورة كان تركيزها بعيد عنهم..
لأنها إلمحت ولد شكله يدرس في المرحلة الجامعية واقف عند الباب..
كان طويل و حنطاوي.. لابس الثوب و الشماغ.. و كان الصراحة شكله يهبل
كان واقف يناظرها من بعيد و هي من دون ما تحس بادلته النظرات
بس الشي اللي خلاها تبعد نظرها عنه هو دخول مريم لداخل المعهد!!!
في هالحزة نورة لفت وجها أسرع ما يمكن عشان مريم ما تشوفها و تعرفها
نورة بصوت مرتبك: يلا هدى راح نتأخر.. يلا بسرعة
هدى و هي مستغربة من حالة نورة: أنشالله شفيك مستعلجة
نورة: لا بس راح نتأخر!!!
بعد ما خلص الدرس و طلعوا نورة و البنات من المعهد و هم زهقانين من الدروس..
وقفوا برع عند الباب ناطرين سايق أمل ياخذهم و يردهم البيت
أمل و هي تطالع موبايلها: أوووووه! وينه هذا! أنا قلت له أن يجينا بالضبط على الوقت!
هدى: معليش.. بس أهم شي ما يتأخر عن ال7 لأن أمي راح تذبحني إذا تأخرت!
نورة وقفت في مكانها و هي تشوف الولد اللي شافته قبل الدرس و هو يركب سيارته و
يمشي.
هدى: نورة شفيك ساكتة؟
نورة: لا ولا شي..
مرة وحدة تطلع مريم من المعهد و تشوف نورة واقفة
مريم و هي في مكانها: نورة؟؟!
نورة جاتها حالة توتر.. لأنها لما شافت الصدمة على وجوه أمل و هدى خافت..
لأنهم كانوا يظنون أن مريم ولد يعرف أسمها!
جات مريم لعند نورة و قالت لها: يا فرحتي لما شفتك
نورة بتصنع: هههههه..
إلتفتت مريم على أمل و هدى: أنا مريم.. رفيجة نورة في المدرسة
وجوه أمل و هدى إرتخت شوي لما سمعوا إسم بنت
هدى: هلا مريم.. أنا هدى
أمل: و أنا أسمي أمل
مريم: عاشت الأسامي..
هدى: عاشت أيامك.. بس نورة ما جابت طاريك.. هي أصلا قالت أنها ما تعرفت على بنات
جدد!
هدى عطت نورة نظرة غريبة
نورة: لأن توني اليوم تعرفت عليها و ما حبيت أفشي علاقتنا
مريم و إبتسامة فخر على وجها: أي طبعا لأن علاقتنا توها في بدايتها.. ليلحين ما دخلنا في
الجد!!
أمل و هدى طالعوا نورة و نظرات الإستفهام على وجوهم لأنهم فسروا كلام مريم شي ثاني
مريم: أنزين يا نورتي.. في أحد يوصلكم و لا تبوني أوصلكم؟
نورة: لا مشكورة فيـــ..
أمل تقاطع نورة: والله في أحد بس شكله راح يتأخر علينا
مريم: في هالحالة لااااااازم أوصلكم.. مب عدلة بنات حلوين مثلكم واقفين في الشارع
هالحزة.. يلا أمشوا معاي
نورة: والله مافي داعي.. ما عندي مانع أوقف في الشارع
مريم: على راحتك.. يلا هدى و أمل خلنا نمشي
نورة: لا لا لا.. عاد ما يصيير تركوني بروحي!
مريم وهي تفتح باب الكروزر لنورة: هاهاهاي.. كنت دارية أنك جبانة
بعد ما وصلت مريم نورة و هدى بيوتهم.. وصلت عند بيت نورة و وقفت
إلتفتت مريم على نورة و قعدت تناظرها
نورة حست بعدم الإرتياح لأنها بروحها في السيارة مع مريم و كان الهدوء مغطي على الجو
نورة: مشكورة ما قصرتي و أنشالله أردها لك
مريم: تبين تردينها لي أحين؟
نورة: هاا؟؟ شلون؟!
قعدت مريم تأشر على خدها بصبعها و هي تطالع نورة
نورة فهمتها أنها تبغى بوسة منها.. بس ما عطتها وجه
مريم: يعني ما راح تعطيني بوسة.. من شنو خايفة يعني.. أنا بنت.. من جنسك يعني
نورة ما كان عندها جرأة كافية عشان تقول لمريم أنها ولد أكثر من هي بنت بنسبة
كبيييييرة!
نورة: بصراحة مو عن شي بس أنا ما أرتاح أن أعمل شي كذا
مريم طالعت نورة و خذت المسألة بطريقة "خلك ايزي"
مريم: أوكي على راحتك بس هذا ما يعني إن أنتي رديتي المعروف
نورة إبتسمت لمريم و إفتحت باب السيارة و انزلت
نورة: يلا مع السلامة.. شكرا مرة ثانية
مريم: العفو نورتي.. يلا نشوفك بكرة..
مشت مريم من عند نورة و هي وقفت مكانها بجنب باب بيتهم و بعدين دخلت
لما دخلت نورة البيت شافت عمتها جالسة بالصالة تشاهد تلفزيون
راحت لعندها و جلست بجنبها
خذت يدها و حبتها..
نورة: أنا آسفة عمتي.. ما كان قصدي اللي قلته..
سلوى: حبيبتي أنا مو زعلانة منك.. أصلا كيف أزعل من قمر مثلك
نورة ماتت من الفرح على الرد اللي حصلته من عمتها
نورة: يعني سامحتيني؟
سلوى: أي أكيد سامحتك بعد شلون.. المهم عندي موضوع أناقشه معاك..
نورة: قولي عمتي.. أنا سامعتك
سلوى: راح أقولك أياه بكرة.. الساعة 9 أحين و لازم تنامين وراك مدرسة
نورة: لا يا عمتي أبي أسمعه أحين
سلوى عطت نورة نظرة معناها "سوي اللي أقولك أياه"
و نورة فهمتها على الطاير..
نورة: أنشالله أروح أحين..
ركبت نورة الدرج و دخلت غرفتها لتنام.
صباح اليوم الثاني كان مقلق بالنسبة لنورة.. فهي ما شافت العنود من بعد شجارهم.
و بعد زيادة علاقتها مع مريم.. فهي ما تعرف كيف تتصرف حولينها و حولين شوق القريبة
لمريم.
دخلت نورة المدرسة ما راحت الطابور الصباحي.. لأنها في تلك الفترة ما كانت تبي تشوف
العنود و ولا مريم.
جلست نورة في مكانها طول الحصص الثلاث. لما صار الوقت وقت الفسحة.
قررت نورة تقوم من مكانها و تدور عن العنود عشان تكلمها.
قعدت تدور بين الممرات و تطل داخل الصفوف ليما شافت العنود من بعيد حالسة بروحها
على عتبة درج الصالة الرياضية.
كانت توها متجهة صوبها.. و العنود لاحظت أنها جاية صوبها..
بس يا فرحة ما تمت.. مريم وقفت في وجه نورة
مريم: هلاااا والله بالقمر..
نورة و تركيزها على العنود وهي ما ماعطة مريم أي إعتبار: هلا مريم..
مريم: أنا ما قلت لك أن لازم أعرفك على الربع.. تراهم واقفين هناك.. أمشي معاي
نورة: أنا مشغولة شوي و لازم أمشـــــ..
ما خلصت نورة كلامها إلا مريم جارتها من يدها صوب ربعها..
مريم بصوت عالي: يا ناس بعرفكم على بنت تهبل..
نورة كانت تناظر العنود و هي تقوم من مكانها بإستعجال و تختفي عن النظر..
فهالحظة درت نورة أن العنود شافتها مع مريم و كيف كانت تكلمها
فهي تدري أن العنود ما تحب بنات مثل مريم و شلتها.
مريم و هي تشير على البنات اللي جدامها هي و نورة: نورة بعرفك عليهم.. هذي فاطمة و
سمر و رهام و البنت اللي قاعدة تتضحك هناك هي هيفاء و اللي جنبها إسمها حصة..
نورة ما كانت مهتمة شنو نورة قاعدة تقول لأن فكرها كله مع العنود
نورة: أهههههه.. تشرفت أني ألتقي بكم..
مريم و البنت اللي أسمها سمر قعدوا يتضحكون..
سمر: كأنها جاية تحاضرنا..
مريم و هي ليلحين فيها الضحكة: لا عاد ما ارضى عليها.. لو كانت بنت كريهة ممكن أرضى بس
لأنها..
سمر: هاهااهااااي.. فهمتك عدل
نورة ما فهمت قصد مريم و سمر فبس سكتت..
مريم بصوت عالي: أنزين يالحلوين..
الكل سكت عشان يسمع شنو عند مريم
مريم و هي تخاطب الكل: اليوم يوم الأربعاء.. فاللمة ذي راح تكون بعدين في بيتنا و اللي ما
تجي يا ويلها مني يوم السبت!!
مرة وحدة نقزت فاطمة: بنات الجامعة راح يكونوا هناك؟
مريم: أكيد.. كل من فن راح يجي..
فاطمة: أهم شي بويات الجامعة يجون!!
و الكل قعد يضحك إلا نورة..
مريم: أي بس هاي اللي هامك.. ترى ما يبونك فلا تحاولين.. المهم تعالوا
و رن جرس إنتهاء الفسحة و قاموا كل البنات و تفرقوا لصفوفهم..
بس مريم و نورة وقفوا في مكانهم.. مريم: طبعا بتجين اليوم.. لا تقولين لا لازم ترى أنتي
من المدعوين تحت لائحة الأسماء الvip
نورة و هي تضحك: لا والله
مريم: بالنسبة لي.. أنتي الإسم الوحيد اللي على هاللائحة أصلا!
نورة ضحكت لمريم و مشت عنها لأنها لازم تروح عالصف
مريم و هي تصرخ من بعيد: يعني أي؟؟ راح تجين؟؟!
نورة: بفكر
و قامت مريم و حطت إيدها على قلبها و كأنه يألمها..
نورة بس اللي فكرت فيه ليش مريم تعاملها بهالطريقة
بس التفسير الوحيد اللي لقته هو لأنها طيبة.. و بالنسبة للكلام اللي سمعته من العنود هذا
الشي مستحيل.