بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحت ظل عرش الرحمن
فمن هم من يظلهم الله تحت ظل هذا العرش العظيم ,قال صلى الله عليه وسلم( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله إمام عادل ,وشاب نشأ في عبادة الله ,ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه, ورجل قلبه معلق بالمساجد ,ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ماتنفق يمينة, ورجل دعته إمرأة ذات منصب وجاه فقال اني اخف الله رب العالمين)إمام عادل,بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه اذا صلح صلح بعده سائر البشر, كل من كان له ولايه على من تحته فهو إمام (فالأب إمام لعائلته ,والمعلم إمام لتلاميذه ,والمدير إمام للموظفين, وإمام المسجد إمام على من يصلي عنده)أما العدل فهو الإنصاف,فالإمام العادل هو من يتبع كلام الله ويضع كل أمر في موضعه الصحيح,فا متدحه الله تعالى حين أخبر انه ممن لايرد دعائه عند الله تعالى,فقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,أشد الناس حرصاّ على العدل مع الصغير والكبير,فكان من جاء بعده من الصحابة رضي الله عنهم على قرابة ذلك من العدل من أمثال أبو بكر, وعمر بن الخطاب ,وعثمان بن عفان, وعلي بن أبي طالب وغيرهم من الصحابة, وشاب نشأ في عبادة الله,هنا أختص النبي صلى الله عليه وسلم مرحلة الشباب لأنها المرحلة التي يكتمل فيها قوى الانسان,قال الرسول صلى الله عليه وسلم(لاتزل قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع, عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه, عن عمره فيما افناه, يشمل العمر كاملاّ من الطفوله إلى الشباب الى الشيخوخة ,ثم أعاد النبي عليه السلام وكرر, وفي شبابه فيما أبلاه,فمن تساهل عن طاعة الله في مرحلة الشباب بقوله انه سيتوب إذا تقدم به العمر فهذا قد فاته أن يكون ممن يظلهم الله تحت ظل عرشه لنشأته على طاعة الله, فلا تتساهل في هذه المرحلة وتجري فيها خلف ملذاتك فقد يوقعك الشيطان في هلاك لاتستطيع الخلاص منه والعياذ بالله,ورجلان تحابا في الله إجتمعا عليه وتفرقا عليه,إما تحب شخص لأنه يصاحبك الى أماكن الرذيلة ,أو تحب شخص لشكله أو وسامته وتعلقت به دون ان تلتفت الى الجانب الديني, هذه محبة محرمه الدافع لها الشيطان,إما يكون محبة لشخص طريف بطبعه, أو محبة لشخص دائما يعطيك من ماله, وهذه محبة طبيعيه ليس الدافع لها الدين بل الدنيا,أما حين تحب شخص لأنه دائماّ في الصف الأول مع الجماعه, أو محبة شخص لحفظة وتجويدة للقران ,أو محبة شخص لأنه غاض لبصرة, أو كثير الطاعة والخشوع بين يدي الله ,هذه محبة في الله الدافع عليها رضاء الله,ورجل ذكر الله خالياّ ففاضت عيناه,فهنا تكون له فضيلتان أولها, الذكر وثانياّ, إدماع العين خشية,وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم,خالياّ, لآن ذلك أبعد عن الرياء حيث ذكر الله تعالى في خلوته وتذكر رحمته وجنته وناره ويوم القيامة والقبر ففاضت عيناه,ورجل قلبه معلق بالمساجد,فالمساجد هي بيوت الله التي يقام فيها طاعته وعبادته,وكان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس تعلقاّ بالمساجد ,فكيف منا من يسمع المنادي يقول ( حي على الصلاة ,حي على الفلاح ) وهو متكاسل وقد ينشغل بأمر دنيوي ويترك هذا الامر الديني,ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ماتنفق يمينه,هنا له أجر الصدقة وأجر تعظيم الله تعالى والإخلاص,فالصدقة عموماّ لها فضلاّ كبير ويزداد الفضل حين تكون في السر خالصة لوجه الله, صدقة السر تطفى غضب الرب,ورجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين,فهنا حين تكون صفات المرأة ( لها منصب وشأن الجمال, هي من دعته إلى نفسها ) ومع ذلك قال أني أخاف الله,فالمرأة لاتدعو الرجل حتى تكون قد هيأت كل ما يلزمها وما يستر عليها,وهنا نتذكر قصة يوسف عليه السلام حين غلقت امرأة العزيز الأبواب وقالت ( هيت له ) ومع ذلك قال اني أخاف الله رب العالمين,
أسال الله عز وجل أن يجعلني ويجعلكم ممن يستظل تحت عرش الرحمن وممن يلقى الله خالياّ من الذنوب نقياً من المعاصي وممن يقال له ( أدخلوا الجنة بما كنتم تعملون ) اللهم آمين